لم تكن رائدة الأعمال مي الغندور تبحث فقط عن استثمار داخل برنامج «شارك تانك مصر».. بل كانت تبحث عن صوت لكل امرأة تمتلك موهبة وتنتظر فرصة، فظهورها أمام لجنة المستثمرين لم يكن مجرد Pitch لمشروع تصميم وحدات إضاءة «نجف» مصنوعة يدويًا، بل كان لحظة إعلان عن حلم أكبر اسمه «بيت السعد»؛ حلم يمنح السيدات القدرة على العمل من منازلهن، ويحول الإبداع إلى مصدر دخل واستقلال اقتصادي.
مي الغندور، مؤسسة «بيت السعد»، جاءت في الموسم الجديد من برنامج «شارك تانك» كأحد الوجوه البارزة التي لفتت الأنظار، إذ طلبت استثمارًا بقيمة 6 ملايين جنيه مقابل 25% من أسهم الشركة، لم يكن ظهورها مجرد عرض تجاري، بل كان تجسيدًا لشغف واضح ورسالة اجتماعية مؤثرة تهدف لتمكين السيدات وإعادة تقديم الحرف اليدوية المصرية بروح عصرية.
وتؤكد الغندور، أن مشروع «بيت السعد» يقوم في جوهره على تدريب السيدات للعمل من منازلهن في تصنيع وحدات الإضاءة اليدوية، موضحة أن المرحلة المقبلة ستشهد إضافة خطَّي إنتاج جديدين لتلبية الطلب المتزايد وتعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل الحرفي.
من التوريدات الفندقية إلى عالم الإبداع
بدأت مي الغندور حديثها لـ «مصر Economy»، عن بداياتها المهنية قائلة:«كنت أعمل في مجال التوريدات الفندقية واللاندسكيبينج والأوت دور فرنتشر، وكان العمل جميلًا ومربحًا، لكنه كان ينقصه جانب الإبداع، كنت أبحث عن عمل يمنحني مساحة للتعبير عن شغفي بالألوان والنور والزجاج، لذلك قررت أن أغير مساري المهني وأتجه نحو تصنيع وحدات الإضاءة، وهو المجال الذي يجمع بين الفن والصنعة في آن واحد».
وتضيف أن هذا القرار لم يكن سهلًا، خاصة بعد سنوات من النجاح في مجالها السابق، إلا أن دعم أسرتها كان له أثر كبير، موضحة:«القريبون مني مثل أولادي وزوجي ووالدتي كانوا مؤمنين بي تمامًا، وكانوا واثقين أن أي شيء أبدأه سأنجح فيه».
تمكين السيدات وتحويل المهارة إلى فرصة عمل
توضح الغندور، أن فكرة تشغيل السيدات جاءت من طبيعة العمل نفسه، حيث يعتمد جزء كبير من إنتاج بيت السعد على أعمال دقيقة مثل لضم الخرز وتجميع الزجاج، وهي مهارات تتقنها النساء بطبيعتهن.
تقول:«لاحظت أن السيدات يتمتعن بصبر ودقة عالية في هذا النوع من العمل، لذلك قررت أن أركز على تشغيل النساء، خاصة الأمهات اللاتي يحتجن إلى مصدر دخل يمكنهن من العمل من المنزل».
بعد عرضها في البرنامج، تلقت الغندور عشرات الرسائل من سيدات يرغبن في الانضمام إلى المشروع، مشيرة إلى أنها تعمل حاليًا على جمع بياناتهن تمهيدًا لتدريب دفعات جديدة وإتاحة فرص عمل لهن مستقبلًا.
التجربة داخل برنامج شارك تانك
تصف الغندور لحظة وقوفها أمام لجنة المستثمرين بأنها كانت مزيجًا من التوتر والحماس، قائلة: «كنت أشعر بمشاعر مختلطة، لكني حاولت أتعامل مع الموقف بهدوء وطاقة إيجابية، الجزء الأصعب كان في البداية عندما قدمت الـ Pitch المحفوظة، لكن بعد ذلك كنت مرتاحة لأنني أعرف شغلي كويس جدًا».
وعن رد فعل المستثمرين، تضيف:«كنت أتمنى التفاعل الإيجابي الذي حدث، لكنه كان مفاجئًا لي في نفس الوقت، حاولت أن أترك انطباعًا جيدًا من خلال تحضير الهدايا لكل مستثمر تعبر عن شخصيته، فكانت الحلقة مليئة بالطاقة الإيجابية والمرح».
أما عن سبب طلبها استثمار بقيمة 6 ملايين جنيه مقابل 25% من الشركة، فتوضح: «اعتمدت التقييم على الإيرادات السنوية وضربتها في أربعة تقريبًا، لكني كنت واضحة أنني لا أبحث فقط عن التمويل، بل عن الخبرة والعلاقات التي يمتلكها المستثمرون».
بعد البرنامج.. إقبال كبير واهتمام متزايد
تقول مي الغندور، إن ظهورها في شارك تانك كان نقطة تحول كبيرة في مسيرتها: «بعد الحلقة زاد التفاعل بشكل هائل على صفحاتنا في السوشيال ميديا، وبدأت تصلني اتصالات من سيدات كثيرات يرغبن في الانضمام إلى المشروع، كما أبدى بعض المستثمرين اهتمامهم بالدخول في شراكة، لكنني أُفضل حاليًا ترتيب الأوراق قبل اتخاذ أي خطوة جديدة».
تجربة ملهمة ونصيحة للشباب
ترى الغندور أن المشاركة في البرنامج كانت واحدة من أكثر التجارب جرأة في حياتها بعد قرارها الأول بترك العمل الذي استمر 25 عامًا لتأسيس بيت السعد.
وتوجه نصيحة لكل من يفكر في خوض تجربة مشابهة: «النجاح يحتاج إلى شجاعة، لا أحد يجب أن يبقى في مكان لا يشعر فيه بالشغف، إذا كنت تحب شيئًا، جربه بجانب عملك أولًا، ومع الوقت حوّله إلى مشروعك الأساسي».
كما وجهت نصيحة خاصة لرواد الأعمال الراغبين في التقديم للبرنامج قائلة: «برنامج شارك تانك ليس مكانًا للكلام فقط، بل فرصة حقيقية لمن يملك فكرة قوية ومختلفة. أهم شيء أن تكون مستعدًا بالأرقام والتفاصيل، لأن المستثمرين يسألون عن كل شيء بدقة».
أسعار المنتجات وخصوصية التصميم
وعن الانتقادات التي طالت أسعار منتجاتها، توضح الغندور أن الأسعار تعكس جودة العمل اليدوي والتميز الفني لكل قطعة: «المنتجات عندي كلها هاند ميد ومتميزة جدًا، وعندي فئات مختلفة من الأسعار تبدأ من 1500 جنيه. هدفي إن كل بيت في مصر يقدر يقتني قطعة من بيت السعد تعكس ذوقه وهويته».
بيت السعد.. مشروع من القلب
تختتم مي الغندور حديثها قائلة: «بيت السعد» مش مجرد بزنس، هو بيت من النور والأمل، بيساعد ستات كتير يشتغلوا ويكون عندهم مصدر دخل، وفي نفس الوقت بيقدم فن مصري يدوي للعالم بشكل جديد، التجربة دي علمتني إن الشجاعة هي أول خطوة في أي نجاح».
@masr.economyبعد ظهورها في «شارك تانك مصر».. مي الغندور تحكي قصة «بيت السعد» مشروع بيحوّل الإبداع إلى تمكين حقيقي للمرأة #شارك_تانك #شارك_تانك_مصر #SharkTankEgypt #بيت_السعد #مي_الغندور #تمكين_المرأة #ريادة_الأعمال #مشروعات_صغيرة #صنع_في_مصر

